سورة البلد

سورة البلد
التعريف بالسورة
-*  سورة مكية .
-*  من المفصل .
 -* آياتها 20 .
-* ترتيبها بالمصحف التسعون .
-* نزلت بعد سورة ق .
-* بدأت باسلوب قسم القسم " لا أقسم بهذا البلد " .
-* ـ الجزء (30) ـ الحزب ( 60) ـ الربع ( 6)
-* تعالج السورة  أصول العقيدة الإسلامية ، وتركز على الإيمان بالحساب والجزاء والتمييز بين الأبرار والفجار
 . سورة البلد من (1- 10)
محور مواضيع السورة
ابتدأت بالقسم بالبلد الحرام الذي هو سكن الرسول عليه السلام
تعظيما لشأنه ،
وبيانا للمشركين أن إيذاؤه فيه من أكبر الكبائر عند الله تعالى  ،
 قال تعالى:( لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ {1} وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ {2} وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ {3} لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ {4} أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ {5})
تحدثت عن كفّار مكة الذين اغترّوا بقوتهم ، و أنفقوا أموالهم في المفاخرة ظنا أن إنفاق المال يدفع عذاب الله ، وردّت على إنكارهم لوجود الله تعالى بالبراهين وبالحجج القاطعة ،
 قال تعالى:) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً {6} أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَد{7}أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ {8} وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ {9} وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ {10  })
تناولت حَوْلَ القِيَامَةِ وَأَهْوَالِهَا ، وَالآخِرَةِ وَشَدَائـِدِهَا ، وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ أَحْدَاثٍ وَأَهْوَالٍ عِظَامٍ كَخُرُوجِ النَّاسِ مِنَ القُبُورِ ، وَانْتِشَارِهِمْ    في ذَلِكَ اليَوْمِ الرَّهِيبِ ؛
كَالفَرَاشِ المُتَطَايـِرِ ، المُنْتَشِرِ هُنَا وَهُنَاكَ ، يَجِيئُونَ وَيَذْهَبُونَ عَلَى غَيْرِ نِظَامٍ مِنْ شِدَّةِ حِيرَتـِهِمْ وَفَزَعِهِمْ.
وهذه الأهوال لا يمكن ان تجتاز إلا بالعمل الصالح
 قال تعالى:) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ {11}  وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ  {12}  فَكُّ رَقَبَةٍ  {13}  أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَة ٍ {14}  يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ  {15} أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ {16})
  ختمت بالتفريق بين المؤمنين والكافرين يوم القيامة ومآل السعداء ومآل الأشقياء ،
قال تعالى:ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ {17} أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ {18} وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ {19} عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ {20}) .:

وقفات مع الآيات 
( لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ) 
)كبد (
     قف عند كلمة (
البلد )
كيف هي أرض مكة؟
*صخور سوداء وصلبة وشديدة 
*
لما اختار الله مكة لتكون بيتة الحرام  ولم يختار غابات اوروبا وسويسرا ؟
لكي تقصد بيت الله الحرام للحج او العمرة وانت متجردا الى الله لا للتفرج على الغابات وسهولها ..
*فالمقصد واحد
تعظيم البيت ورب البيت 
فمكة بلد كبد .
(وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ) 
(كبد )
وانت يا محمد مقيم بهذا البلد
قبل النبوة يتم وفقر وكبد .
بعد النبوة إعراض وكفر وكبد .
(وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) 
   (
كبد )
سواء كان الوالد بمعنى الوالدة أو الاب
الولادة موت إلا قليلا لتهب الوالدة الحياة تقارب هي حافة الموت ولهذا الأم مقدرة لأن بعضهن تفقد الحياة وبعضهن تقارب فقد الحياة ..فالولادة كبد .
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) 
لماذا؟ 
*لأن المعدن الأصلي لا يخرج إلا بالصهر النار تصقلة ...وهكهذا الإنسان الكبد يألقة ويأنقة ويجملة والتعب والعرق والجهد مطهرة وتزكية ومفخرة .
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ)
قف مع نفسك وفكر وأسأل
أليس هناك أحد قادر على جمعك من جديد أليس هناك أحد قادر على أن يحاسبك على عملك .
(يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا)
تأمل في أهلكت وأعرف
 
لماذاسمي الانفاق في الشهوات هلاكا ؟
لأنه ينتفع المنفق بما أنفق ولا يعود عليه من إنفاقه الا الندم والخسار والتعب والقلة 
لكن من أنفق في مرضاة الله في سبيل الخير فإن هذا قد تاجر مع الله وربح أضعاف أضعاف ما أنفق.
قف عند (
لبدا)
متراكما متجمعا راكمه وجمع المال عبر السنين .
انتبه المال قوة
والقران يحشد عوامل القوة التي بها يظن الإنسان أنه لن يقدر عليه أحد .
 (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ)
هذه الغفلة المطبقة عن الله، عز وجل، وعن الشعور برقابته، هي التي أوردتهم المهالك.
وهكذا، حينما يطيف بقلب المسلمين نوع غفلة، فيسرف في المعاصي والذنوب، وإن كانت غفلة نسبية،،،
لكن بقدر ما يقع في القلب من الغفلة، تزل بك القدم،،،
وتقع فريسة الذنوب،،،
وحينما يستنير قلبك بمصباح الذكرى، والعلم بالله،،،
فإن هذا النور الإلهي يحرق جميع الشهوات، وجميع الشبهات. ويستنير القلب، ويبصر الأشياء كما هي، ويميز بين الحق والباطل.
(أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ)
الإله الذي خلق لك عينين سبحانه تظن أنه لا يراك
 انت تبصر بعينك، من خلق الله
(وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ)
الله الخالق المعطي
(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)
هداية دلالة، وبيان؛على أن المراد بالنجدين: طريق الخير، أو الشر.
يعني: أن الله سبحانه وتعالى، عرف هذا الإنسان الخير والشر، وأمره بالخير، ونهاه عن الشر.
هداية عامة، أي هداية العبد لمصالحه المعاشية،على القول بأن المراد بالنجدين(الثديين)،،،
وذلك أن الله سبحانه وتعالى ألهم المولود أن يلتقم ثدي أمه، دون أن يتلقى دروسًا في طريقة الرضاعة!

د. أحمد عبد الرحمن القاضى
 
شرح الكلمات
لا أقسِم
(أقسِم) و"لا" مزيدة
بهذا البلد
بمكّة المكرّمة
حِلّ بهذا البلد
حلالٌ لك ما تـَـصْـنـَـع به يومئذ
والد وما وَلد
آدم وجميع ذريّـته أو الصالحين منهم
لقد خلقـنا الإنسان
(جواب القسم)
كبد
نـَـصَـب ومشقـّة ومُكابَدة للشّدائد
أهلكتُ مالا لـُـبَدًا
كثيرا في المَكْرُمات مباهاةً وتـَـعاظما
هدَيْنـاه النـّـجْدَين
بَـيـَّـنـَّـا له طريقيْ الخيْر والشرّ

"معاني الكلمات"
لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ
هذا قسم من الله عز وجل بمكة أم القرى خصوصا وقت حلول الرسول صلى الله عليه وسلم فيها .
( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ )
كلمة( حل) أختلف فيها المفسرون  
حلال ، مقيم يعني : الحل والتي مقابلها الارتحال و هذا المعنى سببه 
نزول الأية بمكة وقت مكوث الرسول صلى الله عليه وسلم فيها .
القول الثاني : أنها أحلت للرسول صلى الله عليه وسلم  القتال فيها مع حرمتها
وأنها لم تحل لأحد من قبلة ولن تحل لأحد من بعده 
وقال الحسن البصري:أحلها الله له ساعة من نهار.
وهذا المعنى الذي قالوه قد وَرَد به الحديث المتفق على صحته: « إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض، فهو حَرَامٌ بحُرمَة الله إلى يوم القيامة، لا يُعضَد شجره ولا يختلى خلاه. وإنما أحلت لي ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، ألا فليبلغ الشاهد الغائب ».
( وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ )
الوالد:الذي يلد، وفي روايه آدم عليه السلام .
وما ولد:العاقر الذي لا يولد له. وفي روايه ذرية آدم عليه السلام .
( لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ )
كبد : يحتمل المعنى ما يكابده ويقاسيه من الشدائد في الدنيا البرزخ يوم يقوم الأشهاد
كبد : يحتمل المعنى أحسن تقويم وأقوم خلقه.
( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ )
أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يأخذ ماله.
ويطغى ويفتخر بما أنفق من الأموال على شهوات نفسه .
 ( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالا لُبَدًا ) 
أي كثيرا بعصه فوق بعض وسمي الانفاق في الشهوات والمعاصي إهلاكا
لأنه لا ينتفع المنفق بما أنفق ولا يعود عليه من إنفاقه إلا الندم والتعب .
(أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ) 
أيحسب في فعله هذا ، أن الله لا يراه ويحاسبه على الصغير والكبير
 ( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ )
أي:يبصر بهما،
 ( وَلِسَانًا ) أي:ينطق به، فَيُعبر عما في ضميره،
  وجعلت لهما غطاءً، فانظر بعينيك إلى ما
(وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ )
طريقي الخيروالشر
بينا له الهدى من الضلال والرشد من الغي 
 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  « هما نجدان، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير » .
"تذكر "
أن هذه أخر (لا أقسم )
في القرآن فكل السور التي بعدها لا يوجد بها (لا أقسم ).
أننا خلقنا في كبد وأنه يتوجب علينا ان نسعى في أعمال تريحنا من هذه الشدائد ويتوجب لنا الفرح والسرور الدائم .
نعمه علينا 
نعم الدنيا ..من السمع والبصر والنطق والجمال .
نعم الدين ..طريقي الخير والشر.
 
أن المال نعمة وممكن تحولة الى نقمة إذا سيء إستخدامه.
أجمل شيء في الدنيا أن تتعب وأن تعمل وإياك أن تطلب الراحة..من أراد أن يستريح فليتعب ومن طلب الراحة تعب كثيرا
قولة صلى الله عليه وسلم :
"يا أيُّها النَّاسُ هلُمُّوا إلى ربِّكم ، فإنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُر وألهَى . يا أيُّها النَّاسُ إنَّما هما نجْدان نجْدُ خيرٍ ونجدُ شرٍّ ، فما جعَل نجْدَ الشَّرِّ أحبَّ إليكم من نجْدِ الخيرِ ؟
الدروس العملية "
 مراقبة الله في السر والعلن.
فضل مكة وما حباها الله من خصائص.
على العبد مجاهدة نفسه في هذه الدنيا.
 
المصادر 
التفسير .. السعدي ..ابن كثير 
وقفات مع الآيات .. د. أحمد نوفل       د.أحمد عبد الرحمن القاضي .
مجموعة
(رتل القران ترتيلا ) تدبر
العنوان عبر  الاسكايب 
ratelquran1
للإشتراك أرسل كلمة تدبر
على الرقم
00201016687056

"سورة البلد "
من (11-20)نهايةالسورة
شرح الكلمات
فلا اقـتحم العقبة
فهلاّ جَاهد نفسَـه في أعمال البرّ
فكّ رَقـبَة
تخليصها من الرّق والعبوديّة
ذي مسغبة
مَـجَـاعَة
يتيما ذا مقربة
قرَابَة في الـنّـسَب
مسكينا ذا متربَة
فاقة شديدة لـَـصِـقَ منها بالتراب
بالمَرْحمَـة
بالرّحمة فيما بينهم
أصحاب الميمنة
اليُـمْن . أو ناحية اليمين
أصحاب المشأمة
الشّؤم . أو ناحية الشمال
نارٌ مؤصَدة
مُـطبَقة ٌ مُـغْـلقة أبْوابها
 "معاني الايات"
{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ } الاية (11)
أي: لم يقتحمها ويعبر عليها، لأنه متبع لشهواته  .
وهذه العقبة شديدة عليه، ثم فسر [هذه] العقبة بقوله:
{ فَكُّ رَقَبَةٍ }الاية (13)
أي: فكها من الرق، بعتقها أو مساعدتها على أداء كتابتها، ومن باب أولى فكاك الأسير المسلم عند الكفار.
{ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ }
الاية (14)
أي: مجاعة شديدة، بأن يطعم وقت الحاجة أشد الناس حاجة.
{ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ } الاية (15)
أي: جامعًا بين كونه يتيمًا، فقيرًا ذا قرابة.
{ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ }الاية  (16)
أي: قد لزق بالتراب من الحاجة والضرورة.
{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا } الاية (17)
أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل قول  وفعل واجب أو مستحب.
{ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } الاية (17)
على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس.
{ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } الاية (17)
للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف، الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة
{
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } الاية (18)
لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه، وهذا عنوان السعادة وعلامتها.
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا } الاية (19)
بأن نبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم، فلم يصدقوا بالله، [ولا آمنوا به]، ولا عملوا صالحًا، ولا رحموا عباد الله،
 ( عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ) الاية 20
أي: مغلقة، في عمد ممددة، قد مدت من ورائها، لئلا تنفتح أبوابها، حتى يكونوا في ضيق وهم وشدة
"وقفات مع الآيات "
"فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ"{11} 
 ماهي العقبة ؟
العقبة هي عقبة الآخرة ومشتقات وأهوال الآخرة
 .. كلنا نعرف منطقة العقبة
لما سميت هي الأخرى بالعقبة ؟الجواب ..لأنها محاطة بالجبال الصعبة ولذلك كل منطقة صعبة تسمى عقبة
( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ ) الآية:12
هنا جاء إعادة اﻹستفهام
    للتهويل
وﻹن الشيء عظيم وقد يكون اﻹنسان غير مدرك لعظمتة فيسأل القرآن سؤالا ليلفت نظرك إلى عظمته.
تأمل جيدا 
فلا اقتحم العقبة...
نداء تحفيزي الغرض منه
 
تشجيع هذا الإنسان الحائز لأدوات الإصلاح أن ينطلق دون عوائق
 
لتحويل ما تعلمه نظريًّا إلى واقع ملموس يسعد البشر.
والتطبيق صورة من صور تميز رسالة القرآن الإصلاحية،
فهي تشخص الداء
وتبين الدواء،
وتصف أنجع الطرق التي يمكن للدواء من خلالها أن يكون فاعلاً.
والقرآن يوضح بعد استثارة ذهن هذا الإنسان؛ أن العقبة الكئود التي تقف أمامه هي قدرته على تحويل ما آمن به إلى فعل، وتبين أن وسائل ذلك هي:
"فك رقبة *أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيمًا ذا مقربة * أو مسكينًا ذا متربة".
ماذا نفعل  لنقتحم العقبة ؟
إستخدام قدرتنا لتحويل ما آمنا به إلى فعل الطريقة : إستخدام الوسائل 
اﻷولى
 (
فَكُّ رَقَبَةٍ) الآية :13
أي عتقُها ..تحرير العبيد..
وهذا قد لا يتأتى في زماننا لأن الأسر من الكُفار وهو أصل الرق قلّ لقلة الجهاد لكنه كان شائعاً ذائعاً أيام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعدهِ .
وهنا لكي ندرك أنه من يفك الرقبة إنسان أدرك أن القوة الحقيقية
لا تعني أن يتحكم الإنسان في أخيه الإنسان، أو يسيطر على حريته.
 
وإنما تعني أن يدرك المرء قيمة المساواة والخضوع أمام رب العالمين.
                 
الثانية
"أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ"الآية:14
المسغبة : يوم جوع ...فاعلم أيها الإنسان أنك إذا جئت تعطي فالمنة
لمن أخذ منك لا لك لأنه هو 
 
من أعانك على أن يقبل منك قُربى إلى الله ، 
وثمّة أعمـــــــــال أحب إلى الله أن تُباشرها بنفسك ومنها إطعام الطعام .         
   
الثالثة والرابعة
(يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ) اﻵية : 15
(أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ) اﻵية : 16
إطعامهِ لليتامى والمساكين فإطعام الطعام من أعظم ما يُقرب إلى الله
قال صلى الله عليه وسلم
"
افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا بالليل والناسُ نيام تدخلوا الجنة بسلام " 
والإنفاقُ جاء في القرآن على ثلاث منازل :
1- إنفاقٌ عام :

مثل قوله جل اسمه وتبارك اسمه قال
 (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)
وإنفاقٌ أعلى منه :
وهو أن ينفُق الإنسان من مالٍ زائدٍ عندهُ لكنهُ يُحبهُ
ومنه قول الله (وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ) 
وقوله جل وعلا ({
وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناًوَيَتِيماًوَأَسِيراً }الإنسان : 8)
والمنزلة الأخيرة :
وهي أعلاها أن يُنفق مع حاجتهِ قال الله في وصف أهل المدينة الأولين
 قال (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }الحشر: 9)
أي بهم حاجة وهي من أعلى المنازل .
 (
أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ) 
قف وتأمل المعنى 
التصق حالهُ بالتراب كناية عن شدة الفقر
 (
ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) الآية: 17
         (
ثم) هنا،
لم يرد بها الزمني ،
بل الترتيب الذكري.
يعني: ليس معنى ذلك أنه صار من الذين آمنوا بعد أن اقتحم العقبة،،،
بل المعنى: وكان مع ذلك (مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ).

د. أحمد عبد الرحمن القاض

ومعلوم أن الإيمان مقدم على اﻹطعام ولا يمكن أن يقبل إطعام إن لم يكن يوجد إيمان ولهذا نقول أن الترتيب للذكر وليس للزمن .
 وإلا لا يقبل الله من أحدٍ عملاً ما لم يكن ذلك العمل خالصاً لوجههِ.
(وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
الإنسان أحياناً يجد مثبطات تحول بينه وبين طاعة الله فينبغي عليه
أن يُصبر نفسهُ 
ويُصبر غيرهُ
ويُصبرهُ غيرهُ على طاعة الله
 فيقوى تلاحُم المُجتمع والإنسان .
( وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ )
(المرحمة) 
 رحمة الخلق.
وهذا مناسب لما تقدم من عتق الرقاب، وإطعام اليتيم، والمسكين. 
وفي هذا دلالة على 
القيم الخلقية في هذا الدين العظيم،،، 
وأنه هو دين الرحمة،،، والإحسان،،، 
خلافًا لما يصمه به أعداؤه، وهم أولى بذلك، من وصمه بالإرهاب،وغير ذلك من ألقاب السوء.
د.أحمد عبد الرحمن القاضي .

 من أعظم من يجب علينا أن نرحمه
والدينا ومن ثم أزواجنا وأولادنا ..رحمة على الضعاف، على الإيتام، على المساكين .
(أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) الآية  : 18
فبعد أن نتجاوز العقبة باﻷعمال الصالحة التي ذكرناها مع اﻹيمان الصادق
 
نكون بإذن الله من أصحاب اليمين .
 
ونفوز بالجنة التي هي وجهتنا 
(عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ)
عبر بـ (عليهم)، لم يقل
هم في نار مؤصدة
 
وذلك لإطباقها عليهم. 
فمعنى (مؤصدة)
 
مطبقة مغلقة،،، 
لا منفذ لهم،،، 
قد أوصدت أبوابها،،، 
وأغلقت عليهم،،، 
لا يخرجون منها،،، 
(كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا)
د. أحمد عبد الرحمن القاضى
"تذكر"
الدين العظيم جفف منابع العبودية
من اعتدى في رمضان يعتق رقبة،
من اعتدى في الحج يعتق رقبة 
من خلق يمينًأ ونكث فيها يعتق رقبة،
من ارتكب خطأ يعتق رقبة،
لم تفعل ذ نبًا وتريد أن تتقرب إلى الرب تعتق رقبة. 

 قولة صلى الله عليه وسلم
(مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مؤمنةً أَعْتَقَ اللهُ بكلِّ إِرْبٍ منها إِرْبًا منه مِنَ النَّارِ.)
الراوي: أبو هريرة:  - المصدر: صحيح مسلم
جوع افريقيا بتخمة أوروبا وأميركا هناك جوعى لوجود متخمين،
ناس ترمي القمح في البحر 
وناس لا تجد الرغيف،
ناس ترمي الحليب في المجاري وأطفال رضّع لا يجدون الحليب من هنا الاختلال هذا الدين العظيم جاء يسد النقص ويرمم الخلل الموجود.
د.احمد نوفل

 العقبة هي القيام بالأعمال الصالحة، الشاقة على النفس. 
ولأن القيام بهذه الأعمال يحتاج إلى مجاهدة،،،
ويحتاج إلى مفارقة للشهوات،،، 
وتحامل على النفس،،، 
واطراح لشهواتها،،،
فلذلك شبهه باقتحام العقبة.

د.أحمد عبد الرحمن القاضي

 المجتمع الذي يخلو من الرحمة حري به أن تتنزل به عقوبة الله عز وجل .
كلما ابتعد الإنسان عن ربه زادت مشقتة
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ) طه : 124
الرحمة هي البديل العاطفي الشعوري عن طلب المحمدة، فلو امتلأت القلوب بالرحمة لأدرك المنفقون أن بذلهم مهما كثر فهو قليل أمام معاناة الناس.

   " الدروس العملية "
 بادر إلى عمل تجارة رابحة 
     كيف؟ ومع من؟
(
أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ)اﻵية. 14
إذا كنت ثريا أو ذات منصب أو جاه وتوخيت أياما وبيوتا تخرج إليها تعطيهم الطعام دون ان يعرفك أصحاب الدار 
فأعلم أنك إدخرت شيئا مع الله وتلك هي التجارة الرابحة.
قم في الليل وصلي ركعتين قيام وأقرأ
قوله تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) اﻹنسان : 8
(إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)
هنا فقط تجد لذة عظيمة في قلبك لأنك تقرأ شيئا صنعتة بنفسك .
إجعل الرحمة هيه عنوان حياتك 
وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
" ارحَمْ مَن في الأرضِ يَرحَمْكَ مَن في السماءِ"
الراوي:عبدالله بن مسعود 
  المحدث:  إسناده صحيح
إبحث عن يتيم ذا قرابة ،وخصة 
لأن الإطعام في حقه
أفضل وأولى من غيره، وفيها لحديث : 
الصدقةُ على المسكين صدقةٌ ، وعلى القريبِ صدقتان : صدقةٌ وصِلَةٌ
المحدث: الألباني ..
 المصدر:صحيح
 التواصي بالعلم الشرعي فهو من أعظم التواصي بالمرحمة ..فهو الذي يكون سببا في نجاة اﻷنفس من العذاب .
??أسئلة على تدبر البلد ؟؟
*لم خص اليتيم القريب باﻹطعام ؟
**ما معنى (كبد - النجدين )
*** ما هي العقبة ؟
**** من وسائل إجتياز العقبة ......و......و....و........
***** ماهي أكثر آية تأثرت بها ؟وما هو الدرس العملي الذي خرجتي به من السورة ؟

سورة البلد لكل بلد 
تأتي على عجل لتغرس اﻷمل
في قلوب أضناها الكلل ،تدعو إلى العمل وهجر الكسل ،واقتحام العقبة في اﻷزمنة الصعبة .
هي رسالة إصلاح لأمة الصياح في زمن نحتاج فيه لإدراك المعاني، بعد أن غابت المعاني، وعلت الأماني، وتغشانا التواني. 
       فهل من معتبر 
{
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.
أحمد محمد سعد

المصادر ..التفسير ابن كثير ..السعدي 
وقفات مع الايات ..د.أحمد نوفل .. د.أحمد عبد الرحمن القاضي . د.ناصر العمر
مجموعة تدبر
مشروع (رتل القرآن ترتيلا)
العنوان عبر الإسكايب 
ratelquran1
للإشتراك أرسل كلمة أشترك علی الرقم 
00201016687056

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق