سورة الشرح

شرح الله صدوركم لتدبر القرآن
سورتنا اليوم سورة عظيمة يحفظها أكثرنا بحمد الله .
سورة مكملة لسورة الضحی
ففي سورة الضحى  ذكرنا أنها
نزلت لتبين وتعدد نِعم الله المادية على
رسوله صلى الله عليه وسلم ،
أما سورتنا  فهي في ذات الموضوع لكن من زاوية أخرى ،ما هي ؟
فهي تتحدث عن نعم الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم 
لكن 
النعم المعنوية 
مثل 
شرح الصدر
وغفران الذنوب
ورفع الذكر وتيسير الأمور .
هذه هي النعم التي أُفردت لها هذه السورة يذكر الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ،
ويذكرنا بها ويبين لنا أهمية هذه النعم وأنها من أجلّ نعم الله على عباده .
فهل عرفتم عن أي سورة نتحدث؟
سورة الشرح 
التعريف بالسورة :
1- سورة مكية .
2 - من المفصل .
3- آياتها 8 .
4-  ترتيبها بالمصحف الرابعة والتسعون .
5- نزلت بعد سورة الضحى .
6- بدأت السورة باسلوب استفهام " ألم نشرح لك صدرك " لم يذكر في السورة لفظ الجلالة ، تُسَمَّى أَيْضَاً سُورَةُ ( أَلَم نـَشْرَحْ ) .
7ـ الجزء (30) ـ الحزب ( 60) ـ الربع ( 7) .
مضمون السورة
تحدثت  السورة عن مكانة الرسول الجليلة ومقامه الرفيع ونعم الله تعالى عليه ،
1-ومن هذه النعم شرح صدره بالإيمان ، وتنوير قلبه بالرحمة ، وتطهيره من الذنوب تسليةً له ، وتطيباً لخاطره ، لما يلقاه من أذى الفجار ، قال تعالى
( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ {2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ {3})
2-وتحدثت عن إعلاء منزلته عليه الصلاة والسلام ، ورفع مقامه ، وقرن اسمه باسم الله تعالى ،
قال تعالى:(  وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ {4} )
3- وآنسته بقرب الفرج والنصر على الأعداء ، قال تعالى: ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {6})
3-ثم ختمت بتذكيره بواجب التفرغ لعبادة الله بعد انتهائه من تبليغ الرسالة شكرا لله على نعمه الجليلة ،
قال تعالى:( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ {7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ {8})‏ .
محور مواضيع السورة :
يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ مَكَانَةِ الرَّسُولِ الجَلِيلِ ، وَمَقَامِهِ الرَّفِيعِ عِنْدَ الَّلهِ تَعَالى ، وَقَدْ تَنَاوَلَتِ الحَدِيثَ
عَنْ نِعَمِ الَّلهِ العَدِيدَةِ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ محَمَّدٍ وَذَلِكَ 
بشَرْحِ صَدْرِهِ بالإِيمَانِ
وَتـَنْوِيرِ قَلْبـِهِ بالحِكْمَةِ وَالعِرْفَانِ ، 
وَتَطْهِيرِهِ مِنَ الذُّنـُوبِ وَالأَوْزَارِ 
وَكُلُّ ذَلِكَ بقَصْدِ 
التَّسْلِيَةِ لرَسُولِ الَّلهِ
عَمَّا يَلْقَاهُ مِنْ أَذَى الفُجَّارِ ، 
وَتَطْيِيبِ خَاطِرِهِ الشَّرِيفِ بمَا مَنَحَهُ الَّلهُ

مِنَ شرح الكلمات من اللأية  ( 1_4 )
( ألم نشرح ) (1)ْ
ألم نـُـفـسِـحْ بالحكمة والنبوّة - قد أفـْـسَحْـنا

(و وضَعْنا ) ( 2)
خَـفـّـفـنا عنك وسَـهّـلنا عـليك

(وزرك)( 2)
حِمْـلك "أعباءَ النبوّة والرّسالة"

(الذي أنقض ظهرك ) (3)
أثقـله حتـّـى سُـمِعَ له نقـيض "صَوْتٌ"

معاني الآيات

( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك)َ ( 1 )
أي: نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق، والإقبال على الآخرة، وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقًا حرجًا، لا يكاد ينقاد لخير، ولا تكاد تجده منبسطًا.
وقيل:المراد بقوله:( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ )
شرح صدره ليلة الإسراء، كما تقدم من رواية
مالك بن صعصعة وقد
أورده الترمذي هاهنا.
وهذا وإن كان واقعًا، ولكن لا منافاة،فإن من جملة شرح صدره الذي فُعِل بصدرهليلة الإسراء، وما نشأ عنه من الشرح
المعنوي أيضًا، والله أعلم.
(وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ )( 2 )
أي: ذنبك، بمعنى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ

(الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَك)َ ( 3 )
الإنقاض:الصوت. وقال غير واحد من السلف في قوله:
( الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) أي:أثقلك حمله.

( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ )( 4)
قال مجاهد:لا أُذْكرُ إلا ذُكِرتَ معي:أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله.
أي: أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في الدخول في الإسلام، وفي
الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.
وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًا عن أمته
وقفات مع اﻵيات
(ألم نَشْرَح لَكَ صَدْرَكَ): 
   
هذا الاستفهام: استفهام تقريري، 
تقديره: "شرحنا لك صدرك"
الشرح : هو التوسعة، كما قال الله - عزوجل
 
(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَعَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِن ذِكْرِ اللَّهِ)،
وفي الآية الأخرى:
(فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ
وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ).

والمقصود بالشرح هنا، الشرح المعنوي، كما في الآيتين السابقتين.
ويحتمل أن يشمل الشرح الحسي، أي فلق ألأضلاع، كما في حادثة شق الصدر ،
لكن المقصود الأعظم: الشرح المعنوي؛

وذلك أن الله – تعالى – امتن على نبيه - صلى الله عليه وسلم -
أن جعل صدره متسعاً، أريحيا، مستوعباً لكل ما يرد عليه من أمور العلم، والإيمان، والأخلاق.
(ألم نشرح لك صدرك)
وهنا يأتي السؤال لماذا لم يقل ؟ (ألم نشرح لك قلبك )؟
الجواب :
لأنه ليس للشيطان إلى القلبسبيل وإنما يجيء الشيطان إلى الصدر الذي هو حصن القلب فيبث فيه هموم الدنيا والحرص على الزخارف
فيضيق القلب حينئذ ولايجد
للطاعة لذة ولا للإيمان حلاوة ولا على الإسلام طلاوة
فإذا طرد العدو بذكر الله والإعراض عما لايعنيه ماذا يحصل
 حصل الأمن وانشرح الصدر وتيسر له القيام بأداء العبودية وصدق الله
( الذي يوسوس في صدور الناس )
وقال
( ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
(وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ):
هذه المنة الثانية؛ أي: حططنا عنك وزرك. والوزر هو: الذنب، والإثم، وكل ما يهمه، ويثقلة . وهنا يأتي السؤال 
هل النبي صلى الله عليه وسلّم يذنب؟
فالجواب: نعم، .. قال تعالی :
(لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) [سورة الفتح : 2]
ولا يمكن أن نرد النصوص لمجرد أن
نستبعد وقوع الذنب منه صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن لا نقول الشأن ألا يذنب الإنسان
بل الشأن أن يغفر للإنسان، هذا هو المهم أن يغفر له، أما أن لا يقع منه الذنب فقد
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
«كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون»
(162)، لابد من خطيئة لكن هناك أشياء لا يمكن أن تقع من الأنبياء
مثل
الكذب والخيانة، 
فإن هذا لا يمكن أن يقع منهم إطلاقاً،لأن هذا لو فرض وقوعه لكان طعناً في رسالتهم وهذا شيء مستحيل،
وسفاسف الأخلاق من الزنا وشبهه هذا أيضاً ممتنع، لأنه ينافي أصل الرسالة، فالرسالة إنما وجدت لتتميم مكارم الأخلاق كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )

( انقض ظهرك )
وبين أن هذا الوزر قد أنقض ظهره أي أقضه وأتعبه،وأثقل، وأكهل.
 ذلك أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - لشفافيته الإيمانية، تكون هذه الذنوب، وإن صغرت، ثقيلة جداً على نفسه، لكماله الإنساني، والإيماني.
 وإذا كان هذا وزر الرسول عليه الصلاة والسلام
فكيف بأوزار غيره، أوزارنا تقض ظهورنا وتنقضها وتتعبها،
ولكن كأننا لم نحمل شيئاً، وذلك لضعف إيماننا وبصيرتنا وكثرة غفلتنا، نسأل الله أن يعاملنا بالعفو،

(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ):( 4)
رفع ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام لا أحد يشك فيه؛
أولاً: لأنه يرفع ذكره عند كل صلاة في أعلى مكان وذلك في الأذان: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمد رسول الله.
ثانياً: يرفع ذكره في كل صلاة فرضاً في التشهد، فإن التشهد مفروض، وفيه أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
ثالثاً: يرفع ذكره عند كل عبادة، كل عبادة مرفوع فيها ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم،
رابعا : جاء نعته في الكتب السماوية كلها وأخذ علی أمم الأنبياء كلهم أن يؤمنوا به عليه الصلاة والسلام .
خامسا : جاء ذكره في القرآن مقرونا بذكر الله ( محمد رسول الله )
وذلك لأن كل عبادة لابد فيها من شرطين أساسيين هما:
الإخلاص لله تعالى، والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام، ومن المعلوم أن المتابع للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم سوف يستحضر عند العبادة أنه متبع فيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهذا من رفع ذكره.
.....تذكر .... ثم....... اعمل....
تذكر
من خصائص الرسول عليه الصلاة والسلام، الجزم بأنه قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،فلا أحد من الناس يغفر له ما تقدم وما تأخر إلا الرسول صلى الله عليه وسلّم،
 الدليل :
-  أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقومُ منَ الليلِ حتى تتفَطَّرَ قدَماه ، فقالتْ عائشةُ : لِمَ تَصنَعُ هذا يا رسولَ اللهِ ، وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر ؟ قال :
( أفلا أُحِبُّ أن أكونَ عبدًا شَكورًا ) . فلما كثُر لحمُه صلَّى جالسًا ، فإذا أراد أن يَركَعَ ، قام فقرَأ ثم ركَع .
صحيح البخاري.       
أعمل 
الإسراع بتوبة واستغفار، أو حسنات
جليلة تمحو آثار هذه السيئة، وأنت إذا رأيت
من قلبك الغفلة عن ذنوبك
فاعلم أن قلبك مريض،
لأن القلب الحي لا يمكن أن يرضى بالمرض، ومرض القلوب هي الذنوب
 كما قال
عبدالله بن المبارك رحمه الله:
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها

2- تذكر
انشراح صدر الرسول صلی الله عليه وسلم بالإسلام
علما  ودعوة وخلقا .

أعمل
يجب علی كل منا أن يسأل الله أن يشرح له صدره .
-3 تجار الدنيا..لا ينامون حتى يراجعوا
دفاتر تجارتهم، ماذا صرفوا، وماذا أنفقوا، وماذا كسبوا،

 أعمل 
إحرص علی  تجار الآخرة فهم أكثر
وأشد إهتماما علی تجارتهم و لا ينامون إلا بعد أن يحاسبوا أنفسهم . والسبب :أن تجارتهم هي الأعظم .
فتجارة أهل الدنيا غاية ما تفيدهم إن أفادتهم هو إتراف البدن.

4  ) -وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)﴾
لا يوجد إنسان يعْمل في الحق إلا ويرْفع الله له ذِكْرَهُ،
والإنسان إذا كان مع الله له مكانة خاصَّة، وله قُدْسِيَّة خاصَّة، ومُعامَلَة خاصَّة والله عز وجل يُلْبِسُهُ ثَوْب الهَيْبَة، مُهاب لأنَّه هاب الله فهابَهُ كُلّ شيء ومَن لم يَهَب الله أهابَهُ الله مِن كلّ شيء،
تجدهُ يخاف من الآذِن الذي عندهُ
وتجِدُهُ مُدير عام، ومن لم يتَّقِ الله أهابَهُ الله تعالى مِن كلّ شيء لذلك هذه السورة تشْرح الصَّدْر،
قال تعالى:﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)﴾
معلومات إضافية ..شيقة .. ومهمة
(ووضعنا عنك وزرك) سورة الشرح آية 2
- وضع الوزر الذى أنقض ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم -
الوزر لغةً هو (
الحمل الثقيل)
والوزر المفردة  تتخذ خاصية الإيجاب أو السلب
و يبقى المعنى واحدأ فى الاستخدامين،
فالوزر بمعناه 
( السلبى) يكون عند إستخدام المفردة مثل الحال للظالمين و الكافرين فى الأخرة .( الإيجابى ) يكون مثل تعيين الرؤساء و الملوك للوزراء ، فمفردة وزير من الوزراء ،
فالوزير يساعد الرئيس و الملك فى حمل أثقال و مسئوليات و هموم الحكم،
وفى حالتى الاستخدام اللغوى للمفردة سلباً أو إيجاباً بقى المعنى واحداً، الوزر هو 
الحمل الثقيل

دراسة تحليلية لسورة الشرح
زين العابدين عمر

الفرق بين الأنبياء وغيرهم
يرجع إلی  جهتين :
1- أن الله – تعالى - يغفر لهم الذنوب.
2 - الله – تعالى - لا يقرهم على الخطأ.
أما غيرهم قد يغفر لهم، وقد لا يغفر.
وإذا أخطئوا، لا ينزل وحي ينبههم على أخطائهم.
 وهذا هو المعنى الصحيح  
لعصمة الأنبياء.
فأنبياء الله - تعالى - وعلى رأسهم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -معصومون
1 - لا يمكن أن يُدرج، أو يدخل فيمايبلغونه
عن الله -
عز وجل – شيء سواه؛ لا من قبل أنفسهم، ولا من قبل غيرهم.
2 - أنبياء الله معصومون من الكبائر ،وأما الصغائر، والخطأ:
فجمهور العلماء على أنها تجوز في حقهم. ولهذا أمثلة كثيرة:
 - 
منها: نسيان آدم - عليه السلام - (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا).
ونهی رسول الله صلی الله عليه وسلم أن يصلى على المنافقين:
 (وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ)
وفي قصة التحريم، حينما حرم على نفسه شيئا من المباح :
 (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

الدروس العملية
1 - ضع شِعارك:
إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أُبالي،
ولك العتبة حتى ترضى ولكن عافيتُكَ أوْسَعُ لي.
2 - وسع صدرك للناس وتحمل ولا تنفعل ولا يضيق صدرك
 واجعل قدوتك الحبيب المصطفی محمد صلی الله عليه وسلم الذي له القدر الأعظم من شرح الصدر .
وأكثر من قول الدعاء :
اللَّهمَّ اشرَح لي صدري ويسِّر لي أمري وأعوذُ بِك من وسواسِ الصُّدورِ وشتاتِ الأمورِ وفتنةِ القبرِ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك من شرِّ ما يلِجُ في اللَّيلِ وشرِّ ما يلِجُ في النَّهارِ وشرِّ ما تَهبُّ بهِ الرِّياحُ ومن شرِّ بوائقِ الدَّهر.
3 - أكثر من الإستغفار .
مصادر
التفسير .. ابن كثير ... السعدي
وقفات وتذكر .. محمد النابلسي ... محمد الخضيري ... ابن عثيمين ..النيسابوري
د. أحمد القاضي.
مجموعة
( رتل القرآن ترتيلا ) تدبر
﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ(214)﴾
شاء للإنسان أن يمرّ في طريقه إلى الله بِمَضائِق، وهذه الأخيرة مرَّ بها النبي عليه الصلاة والسلام بِشَكل حادّ، وكل مؤمن لا بدّ أن يمرّ بِمَضائق
 على حسب إيمانه وبما يستطيع،
أما أن يصل إلى الجنَّة التي عرضها السماوات والأرض إلى أبد الآبدين، وبلا ثمَن، فهذا من سابع المستحيلات، هذا العَطاء الكبير لا بد له من مضائق، أحْيانًا
مضائق مالِيَّة، ماذا تفعل ؟
 وهناك
مضائق صِحِيَّة، وهناك مضائق في الدَّعوة ؟؟ ما هو الحل ؟
هذا ما سنعرفه في ما تبقی لنا من هذه السورة العظيمة :
محور الآيات ( 5_8)
3-   وآنسته بقرب الفرج والنصر على الأعداء ، 
قال تعالى: ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {6})
4- ثم ختمت بتذكيره بواجب التفرغ لعبادة الله بعد انتهائه من تبليغ الرسالة شكرا لله على نعمه الجليلة ، قال تعالى:
( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ {7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ {8})‏ .
شرح الكلمات
(فإذا فرغت)( 7 ) مِـنْ عِـبَـادة أدّيتها
(فانصبْ)( 8 ) فاجْتهِدْ وأتـْـبعْها بعِبادة أخرى
(فارْغَبْ)( 8) فاجْعَـلْ رَغْـبَـتـَك في جَميع شؤونك

معاني الآيات من ( 5_8)
( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا )( 5 ) (  إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا )( 6 )
♦بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب
لدخل عليه اليسر، فأخرجه
كما قال تعالى:
(سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)
وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
 « وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا »
.
ثم نأتي ونطرح سؤال ماذا أمر الله رسوله الكريم أصلا والمؤمنين تبعا؟
▪الجواب : أمرنا بشكره والقيام بواجب عمله .والدليل قوله تعالی :
( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ) ( 7)
أي: إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء.
( وَإِلَى رَبِّكَ ) وحده ( فَارْغَبْ )(8 )
أي: أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك .
ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره،
 فتكون من الخاسرين.
وقد قيل: إن معنى قوله:  فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء،
 وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك. واستدل من قال بهذا القول،
 على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات، والله أعلم بذلك .
تفسير السعدي

وقفات مع الآيات
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً: )( 5 )
♦سبب النزول:
نزلت لما عيّر المشركون المسلمين بالفقر.
وأخرج ابن جرير عن الحسن البصري قال:
لما نزلت هذه الآية: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً
قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم:
«أبشروا أتاكم اليسر، لن يغلب عسر يسرين» .
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) ( 5 ) (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) )(6)
فيها البشارة لأهل الإيمان بأن للكرب نهاية مهما طال أمده ، وأن الظلمة تحمل في أحشائها الفجر المنتظر  ، كما تنسجم مع صنوف الابتلاء الذي هو شرعة الحياة وميسمها العام .
ذكر ابن عباس شيئاً عجيباً في هذه الآية فقال
لن يغلب عسرٌ يسرين
          كيف ذلك
؟ 
في هاتين الآيتين
ذُكر العسر واليسر مرتين ومع ذلك
العلماء يقولون
انتبه 

إن العسر
واحد  واليُسر اثنين،
قاعدة في البلاغة
إذا تكررت معرفة مرتين فتعتبر بمعنی واحد .
مثال :لو قلت جاء الرجل، ذهب الرجل، رأيت
    الرجل، فهذا رجل واحد مهما كررته
       في الكلام لأنه معرفة .
ف( العسر )معرف بال إذا يعتبر العسر واحد .
تكررت نكرة مرتين في الكلام فإنها تتعدد .
مثال :قلت جاء رجل ورأيت رجل ومررت برجل، هؤلاء ثلاثة، تأملوا في الآية
( يسرا .. يسرا ) جاء نكرة مرتين إذا فهما  اثنين بمعنی( يسرين )
فالآيتان تحمل عسر مع يسرين .
تحتاج إلی وقفة وتأمل
فالعُسر محفوف بيُسرين ، يُسر قبله ، ويُسر بعده ، فلن يغلب عُسر يُسرين " ،،، انتهى ." ابن القيم
هذا الكلام خبر من الله عز وجل ، وخبره أكمل الأخبار صدقاً ، ووعده لا يخلف ، فكلما تعسر عليك الأمر فانتظر التيسير "
♦يعني إذا أصابك العسر  يا عبد الله فاعلم
أن الله كتب معه اليسر وأنزل معه اليسر
فلا تحزن
ولا تيأس 

ولا تقنط من رحمة الله عز وجل.
 إنتبه لهذا يا عبد الله ولا تيأس من روح الله وإذا اشتدت عليك أزمة وكُربت
فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد جاء بالفرج فلا تستعجل.

(إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)( 6 )
♦وقال - سبحانه  ( مَعَ العسر يُسْراً ) ولم يقل بعد العسر يسرا ،
 للإِشعار بأن هذا اليسر ، 
ليس بعد العسر بزمن طويل ،
وإنما هو سيأتى فى أعقابه بدون مهلة طويلة ،
متى وطن الإِنسان نفسه على الصبر
والأمل فى فرج الله - تعالى .
♦علي الطنطاوي

( فَإِذَا فَرَغْتَ فانصب وإلى رَبِّكَ فارغب ) 
نقف عند الآية فإذا فرغت
من ماذا؟ لم يذكر مفعولاً هنا
 يعني
فإذا فرغت من أمور الدنيا فانصب في أمور الآخرة وإذا فرغت من أمور الآخرة فانصب في أمور الدنيا.
♦وأصل الفراغ خول الإِناء مما بداخله من طعام أو غيره ،
والمراد به هنا الخلو من الأعمال التى تشغل الإِنسان ، والنصب : التعب والاجتهاد ♦فى تحصيل المطلوب .
أى : فإذا فرغت - أيها الرسول الكريم - من عمل من الأعمال ،
 فاجتهد فى مزاولة عمل آخر من الأعمال التى تقربك من الله - تعالى :
كالصلاة ،
والتهجد ،
وقراءة القرآن الكريم .
واجعل رغبتك فى جميع أعمالك وعباداتك ، 
       من أجل إرضاء ربك ،
لا من أجل شئ آخر ، فهو وحده القادر على إبلاغك ما تريد ، وتحقيق آمالك
♦فالمقصود بهاتين الآيتين حثه صلى الله
عليه وسلم وحث أتباعه فى شخصه على
استدامة العمل الصالح ،
وعدم الانقطاع عنه
مع إخلاص النية لله - تعالى .
 تذكر ..ثم ..أعمل
♦تذكر
فعندما يتم اليأس التام والمطلق من الأسباب في كونها تستطيع بذاتها أن تجلب لنا النفع أو تدفع عنا الضر ..
عندئذ يأتي الفرج والنصر والمدد
أكد على هذا المعنى الحافظ ابن رجب فيقول :
" ومن لطائف أسرار اقتران الفرج 
باشتداد الكرب أن الكرب إذا اشتد وعظم
وتناهى وُجد الإياسُ من كشفه من جهة
المخلوق ووقع التعلق بالخالق وحده ، ومن
انقطع عن التعلق بالخلائق وتعلق بالخالق
استجاب الله له "..
             يقول د / مجدي الهلالي ..
أعمل
التوكل علی الله وحده ، والرغبة فيما عنده
♦تذكر
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَب)ْ(وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَبْ)
استجابته صلى الله عليه وسلم لهذا
الإِرشاد الحكيم ، " فقد قام الليل حتى تورمت قدماه ، وعندما سئل عن كل هذه العبادة ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك؟
قال : " أفلا أكون عبدا شكورا ".
اعمل 
المواظبة علی العبادة والتفرغ لها بعد القيام بأعمال الدنيا  شكرا للَّه على ما أنعم به علينا .
♦تذكر
ومن أقوال عمر بن الخطاب - رضى الله
عنه - : إنى لأكره لأحدكم أن يكون خاليا ، لا فى عمل دنيا ولا دين " .
وفى رواية أنه قال : "
إنى لأنظر إلى الرجل فيعجبنى ، فإذا قيل : إنه لا عمل له سقط من عينى " .
اعمل
أكثر من الأعمال الصالحة مع الإخلاص فيها ، تؤدى إلى السعادة التى ليس بعدها سعادة .
♦تذكر
وعد اللَّه بتيسير المعسر، وتفريج الكرب ، وإزالة المحن والشدائد،
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [5- 6]
إعمل
الإستبشار بهذه الآية وبث روح الأمل
عند كل معسر بقرب إنجلاء الكرب
 وحثه علی عدم  الإستسلام للظروف والمتغيرات .
♦تذكر
أن الفراغ حينما يجعله الإنسان من نيته فيه وقصده أن يجدد فيه طاقته
فإنه يجد فيه متعة لكن حينما يخرج هنا وهناك هكذا بلا هدف
فإنه يرجع وهو يشعر بالملل والتعب. وهذا كثير من الناس يشكون منه يقولون نذهب ونستمتع ثم نشعر بالملل. : رسائل رائعة ومهمة
اليسر بعد العسر والصفاء بعد الكدر
والكدر عسر .. والصفاء يسر واليسر مع العسر ..
فلا تكن قانطا ..واصبر وتوكل فالفرج بعد الشدة والحرج ....
د. أحمد نوفل
قصة يوسف عليه السلام هي أعظم ما يتسلى به المؤمن. يوسف عليه السلام اعتدى عليه إخوانه، ألقوه في الجُب، بيع، صار خادماً، اعتدت عليه امرأة العزيز، سُجِن وهو مظلوم ثم خرج من أقبية السجون إلى عروش الملك صار يدبر أمر مصر كلها،
سبحان الله! أليس بعد العسر يسرا؟
د.الخضيري
في حياة النبي عليه الصلاة والسلام، ألم يكن في بداية حياته في شدة وأوذي حتى وضع الجزور على رأسه وهو ساجد.
د.ربيعة
وحُبس في الشعب ثلاث سنين لا يكاد يدخل إليه من الطعام إلا خلسة وخفية.
د.الخضيري
هل يمكن أن نضرب نماذج في واقع الحياة الاجتماعية التي يذوق فيها الإنسان عسرا؟
     تأمل مدی صبر هذا  الطالب
اضرب مثالاً وهو أن الإنسان إذا مر امتحان فلا يظن أن هذا نهاية المطاف وليترقب الفرج. وأذكر أحد مشايخنا كان يقول كان هناك
 طالب ضعيف في دراسته ووصل إلى الثالث ثانوي
فرسب في السنة الأولى فأصابه شيء من اليأس ففكر في ترك الدراسة
 فرأى نملة تمشي بجواره وتريد أن تصعد الجدار صعدت صعدت ثم سقطت فرآها مرة ثانية فصعدت مرة أخرى ثم سقطت
فصعدة مرة ثالثة ورابعة وخامسة والعاشرة والإحدى عشر، في الحادية عشر صعدت وانطلقت وأكملت طريقها. فقال
 والله والله والله
لأكملن الدراسة حتى لو بقيت مثل ما بقيت هذه النملة
وبقي في الثالث ثانوي 11 سنة يعيدها في كل مرة 
ثم نجح.
🔸د.الخضيري
:  الدروس العملية
1  - إذا خرجتم في متعة أو سفر فاجعلوه سبيلاً وسبباً يجدد لكم طاقتكم في عبادة الله عز وجل.
(فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8))
2 - اشغل أحد أو قات فراغك بعبادة.
3 - التوكل علی الله وحده ، والرغبة فيما عنده .
4 - فكلما وقعت في  ضائقة، إذكري قول الله تعالی :
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)
فهذه الآية وقعها في النفوس وقع حميد، فهي كالبلسم للجروح،
سري عنه. فما من شدة إلا سيأتي لها من بعد شدتها رخاء، وما من عسر في هذه الدنيا وإلا يكتنفه يسر. فلا تيأس، ولا تحبط، ولا يضق صدرك، فإن الله - سبحانه وتعالى - له نفحات تخفف هذه السحابة، فعما قليل تقشع. فاصبر.
انتهی  الدرس حبيباتي
المصادر
🔸التفسير .. السعدي .. ابن كثير .. الزحيلي
🔸الوقفات وتذكر .. د. الخضيري .. الشنقيطي . الزحيلي . ابن عثيمين .
د. احمد نوفل
مجموعة
( رتل القرآن ترتيلا ) تدبر
العنوان عبر الاسكايب
ratelquran1


https://mail.google.com/mail/u/0/images/cleardot.gif




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق