سورة المطففين

سورة المطففين

سورة مكية

عددآياتها:36آية

سبب التسمية:
لافتتاحها بقوله تعالى:( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)

وهم الذين يبخسون المكيال والميزان إما بالإزدياد
أو بالنقصان.

ما اشتملت عليه السورة

هي كسائر السور المكية بأمور العقيدة،
وعلى التخصيص أحوال  يوم القيامه وأهوالها،

وعنيت باﻷمور الأخلاقية وهي تطفيف الميزان

بدأت السورة بمطلع مخيف وهو آيات وعيد المططفين بالعذاب الشديد.
ويل للمطفيين(1_6)

ثم وضحت أن كتاب الفجار في ديوان الشر وفي كتاب مرقوم بعلامة وأن مصيرهم في نار جهنم
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)
 (7-17)

ثم بعد ذلك المقارنة والعبرة بين الترغيب والترهيب ببيان أن صحائف الأبرار في أعلى عليين
وأنها في كتاب مرقوم بعلامة متميزة عن صحائف الفجار
(إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)
(18_28)


 
وختمت السورة بوصف موقف المجرمين من المؤمنين حيث كانوا يستهزءون ويضحكون منهم في الدنيا لإيمانهم وتقواهم ربهم.

ثم انعكاس هذا الموقف في الآخرة حيث صار المؤمنون يتضاحكون من الأشقياء المجرمين ويسخرون منهم
(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ)
 (29_36)

الاستماع إلى الآيات بتدبر

نبذة عن السورة كاملة

محور الآيات:

(1_6)
يتحدث عن وعيد المطففين
وهو العذاب الشديد



ما دلت عليه الآيات:
1- وعد الله بالوعيد الشديد والخسار والهلاك للمنقصين في الكيل أو الوزن
والتطفيف :اﻷخذ في الكيل أو الوزن شيئا طفيفا أو يسيرا بالنقصان أو بالزياده.


2- الذين إذا اكتالوا من الناس وقبضوا لهم يأخذون حقا وافيا زائدا ، وإذا كالوا أو وزنوا لغيرهم من الناس ينقصون الكيل أو الوزن.

3- ثم توعد الله للمطففين ووبخهم فقال ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون وهذا إنكار وتعجب من حالهم كأنهم لا يظنون أنهم مبعوثون يوم القيامة ومسئولون عما يفعلون
والظن هنا بمعنى اليقين
أي ألا يوقن أولئك؟ ؟


ولو أيقنوا ما نقصوا في الكيل والوزن،

وهذا فيه دليل على أن التطفيف من الكبائر.

وأكثر العلماء على أن قليل التطفيف وكثيره يوجب الوعيد.
قال الشيخ أبوالقاسم  القشيري رحمه الله:

لفظ المطفف يشمل في إظهار العيب وإخفائه
وفي طلب الإنصاف والانتصاف ومن لم يرض لأخيه المسلم ما يرضاه لنفسه فليس بمنصف
والذي يرى عيب الناس ولا يرى عيب نفسه فهو من هؤلاء
وكذلك من طلب حق نفسه من الناس ولا يعطيهم حقوقهم كما يطلب لنفسه
غرائب القرآن

4- يوم يقوم الناس لرب العالمين أي للعرض والحساب لأن جلال الله وعظمته يملآن النفس رهبة وهيبة

الأعمال:

1- صحيح أنّ حرمة التطفيف والبخس في الميزان كحكم شرعيّ فقهيّ يتعلّق بمعاملة البيع والشراء،
إلا أنّ روح الآيات تستدعي من الإنسان أن لا يُطفِّف في جميع معاملاته وأحكامه بشأن الآخرين.

فحقيقة التطفيف هو أن تستوفي حقّك كاملاً من الآخرين، وأمّا إذا أردت أن تُعطي فإنّك تُعطي ناقصاً وأقلّ ممّا يستحقّ!

إذا كان هذا هو ملاك وحقيقة التطفيف فانظر إلى علاقاتك ومعاملاتك فإنّك قد يصدق عليك مفهوم المطفِّف.

2- التطفيف في العلاقة بالله تعالى
مثلاً انظر إلى علاقتك بربِّك تبارك وتعالى فأنت تطلب من الله تعالى أن يهبك كلّ ما تبتغيه وتُريده وترى أنّ من حقِّك ذلك، بحيث إذا قتّر عليك من رزقك حصل في نفسك اعتراض، وكذلك إذا مرضت
 أو دعوت الله تعالى في أمر ولم يُستجب لك...إلخ.

فإنّك تُريد استيفاء تمام النعم، وبالفعل نعم الله علينا لا يحصى عددها، ولكن في المقابل، أنت ماذا أعطيت لدينك ولشريعة الله تعالى؟!

أنت تُعطي القليل وتطلب من الله الكثير، تُقصِّر ولا تفي بواجب شكر النعم ومع ذلك تطلب الاستزادة منها،

ألست تبخس حقّ الله تعالى بالتفريط بالكثير ممّا يطلبه منك؟!

فإنّ مناط التطفيف متحقِّق إذاً في علاقاتنا بالخالق عزّ شأنه وجلّ ثناؤه.


3- بعض الناس لا يُجيب داعي الله تعالى، ومع ذلك يطلب منه تعالى كلّ شيء ويجد في نفسه أنّ له الحقّ على الله بذلك.

"والحمد لله الّذي أسأله فيعطيني وإن كنت بخيلاً حين يستقرضني"

وهنا إشارة لطيفة في المقابلة بين ما أطلب من الله تعالى وما يطلبه تعالى منّي، فأنا أطلب حينما أطلب أن يُعطيني،

بينما هو تعالى يطلب أن يستقرضني أي يطلب قرضاً

والقرض يتضمّن استعادة الشيء المقترض
 فالله تعالى جواد في العطاء بلا طلب استرداد،
بينما العبد حتّى في الشيء الّذي وعد الله تعالى بإعادته إليه وبالأضعاف المضاعفة هو بخيل ببذله
﴿مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ
 
أليست هذه المعاملة مع الخالق عزّ شأنه وجلّ ثناؤه معاملة تطفيف؟!

نسأل الله تعالى أن يتجاوز عنّا ويرحمنا ويتلطّف بنا ويترحّم على عجزنا وضعفنا إنّه أرحم الراحمين.

4- التطفيف في العلاقة مع الناس
إذا كان التطفيف هو استيفاء حقّك كاملاً من الآخرين وبالمقابل عدم إيفائهم تمام حقوقهم منك، فإنّه يصدق على الإنسان في معاملته لأخيه الإنسان.

مثال ذلك:
-
علاقة الابن بوالديه فإنّه يطلب منهما أن يكونا مثالين ونموذجين في عاطفتهما تجاهه، وفي دوام التفكير في مصالحه ومنافعه وتأمين ما يحتاج إليه ويستأنس به ويرتاح إليه، وإن قصّرا في النموذجية في علاقتهما به فإنّه يتبرّم وينتقدهما لأنّهما لم يكونا بالمستوى المطلوب من الأبوين.. كلّ ذلك لأنّه يُريد أن يرى من جانبهما تطبيقاً مثالياً لا يُقصِّر بأي تفصيل ولو عن غير قصد.

ولكن هذا الابن قد يكون غافلاً بالكلّية عن أنّ عليه هو الآخر واجبات مثالية نموذجية تجاههما،
 فكم يا ترى هو باذل ومهتمّ ومضحٍّ في سبيل برّهما وطاعتهما والقيام بحوائجهما؟

فإنّه إن أنصف لحَكَمَ على نفسه، حيث إنه يطلب الأخذ دون التفات الى العطاء فيأتي عطاؤه على فرض حصوله منقوصاً، أليس هذا روح التطفيف في المعاملة؟!

       
انتهى الدرس حبيباتي


والآن سنقسم هذه الموضوعات

   
سورة المطففين  
محور الآيات:

من (7_17)

1- بعد بيان عظم ذنب التطفيف وبيان سببه وهو إنكار البعث والحساب أو الغفلة عنها
أورد ذكر  ديوان الشر وقصة الفجار

2- وبين أن كل ما يعمل من خير أو شر فإنه مكتوب مسطر عند الله
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)

وأوعد منكري البعث  المكذبين به
والقائلين بأن القرآن أساطير الأولين ،
 وليس وحيا من عند الله
(إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ)

3- ثم زجرهم عن هذه المقولة الباطلة
وأوضح سببها وهو انغماسهم في المعاصي التي حجبت قلوبهم عن رؤية الحق والباطل، فصاروا لا يميزون بين الخير والشر.
(كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ )

4- ثم بين جزاءهم وهو طردهم من رحمة الله ودخولهم نار جهنم.
(كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)

وقدم ديوان الشر عن ديوان الخير لأن المذكور قبله هو وعيد أهل الفجور، فناسب ذكر حال الأشرار أولا

ما دلت عليه الآيات:

1- إن أعمال الفجار العصاة الكفرة مرصودة في كتاب مسطور معلم بعلامة
ومصيرهم السجن والضيق في جهنم والعذاب المهين.

2-هناك شدة وعذاب أليم يوم القيامة للذين يكذبون بيوم الحساب والجزاء والفصل بين العباد.

3- لا يصدر التكذيب بالبعث والآخرة إلا من الفاجر المتجاوز حدود الحق

والمتعدي على الخلق في معاملته إياهم، وعلى نفسه وهو العاصي في ترك أمر الله.

4- ليس القرآن أساطير الأولين كما زعموا وإنما هو كلام الله الحق المنزل على قلب نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم
وسبب زعمهم هو كثرة المعاصي التي غطت قلوبهم بالران وهو

الحجاب الكثيف الذي يحدث بسبب تراكم الذنوب،
فمنعتها من رؤية الحق والباطل
والتميز بين الخير والشر.

5- إن هؤلاء الكفار المنكرين للبعث المكذبين بالقرآن محجوبون من رؤية ربهم يوم القيامة ، فلا ينظر إليهم نظرة رحمة ولا يرونه
ثم إنهم يلازمون الجحيم فلا يخرجون منها
كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلودا غيرها .

وهذه الآية فيها دليل على أن الله عزوجل يرى يوم القيامة

قال مالك بن أنس في هذه الآية:لما حجب أعداءه فلم يروه تجلى ﻷوليائه  حتى رأوه.


الأعمال:

1- اعلمي أن من صفات من يكذب  بيوم الدين ثلاثة:
كونه معتديا فاجرا جائرا متجاوز منهج الحق
أنه أثيم:وهو المنهمك في الإثم في أفعاله، ومن تعاطى الحرام وتجاوز المباح
وفي أقواله :إن حدث كذب ، وإن وعد أخلف، وإن خاصم فجر.

( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ)

2- إياك وتراكم الذنوب وتأخير التوبه ولو من ذنب صغير.

أخرج ابن جرير وأحمد والترمذي والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد إذا أذنب ذنبا ، نكتت في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب ونزع واستغفر، صقل قلبه ، وإن عاد زادت حتى تغلف قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن"

قال الحسن البصري عن الران
الران: هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب، ويسود من الذنوب
والطبع : أن يطبع على القلب ، وهو أشد من الرين
.


3- إسأل الله  دائما في صلاتك
"اللهم لا تحرمنا رضوانك ولا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم"

يجمع الله تعالى لأهل الجنة ما بين رضوانه عليهم، ونظرهم إليه عز وجل
قال صلى الله عليه وسلم :"إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة:يا أهل الجنة ؟ ؟
فيقولون: لبيك ربنا وسعديك،
فيقول :هل رضيتم؟
فيقولون:وما لنا لا نرضى! وقد أعطيتنا ما لم تعط أحد من خلقك! فيقول:أنا أعطيتكم أفضل من ذلك
قالوا يا رب، وأي شيئ أفضل من ذلك؟! فيقول :أحل عليكم رضواني ، فلا أسخط عليكم بعده أبدا"

متفق عليه

اللهم ارض عنا
اللهم ارض عنا  يا رب

         
انتهى الدرس حبيباتي





        سورة المطففين


محور الآيات:
( 18_28)

تدور الآيات حول ديوان الخير وقصة الأبرار.

بعد بيان حال المطففين وحال الفجار المكذبين بيوم الدين ،
وتبين درجتهم يوم القيامة ،

 
أتبعه ببيان حال الأبرار الذين ءامنوا بالله ورسله واليوم الآخر وعملوا صالحا والتعريف بمنزلتهم عند الله وأن الله رصد أعمالهم في كتاب مرقوم هو (عِلِّيُّونَ) وأن لهم الجزاء الحسن على إحسانهم في الدنيا

 
حتى يتبين أن كتاب الأبرار ضد كتاب الفجار بجميع معانيه ،

ما دلت عليه الآيات:

1-إن صحف أعمال الأبرار مدونة في السجل الكبير وهو الكتاب المسطر البين الذي يتميز بعلامته الخاصة ،
ويشهد عمل الأبرار مقربو كل سماء من الملائكة
 (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)

2- بعد أن عظم الله كتاب الأبرار عظم منزلتهم، فأبان أنهم في نعيم الجنة ووصف كيفية ذلك النعيم بأمور ثلاثة:

1- على الأرائك ينظرون :أي على الأسرة في الحجال ينظرون إلى ما أنعم الله به عليهم من الكرامات ومن أنواع النعيم في الجنة من الحور العين والولدان وأنواع الأطعمة والأشربة.

2- تعرف في وجوههم نضرة النعيم :أي بهجته ونوره
والنظر المقرون بالنضرة هو رؤية الله جل جلاله

3- يسقون من رحيق مختوم :أي يسقون من شراب لا غش فيه ،
والرحيق :صفوة الخمر، وخمر الجنة غير مسكرة

وللرحيق صفات أربع هي :

**أنه شراب مختوم قد ختم عليه تكريما له بالصيانه على ما جرت به العاده من ختم ما يكرم ويصان.

**ختامه مسك عاقبته المسك يختم آخره بريح المسك.

**أنه محل التنافس والتنازع لرفعته وطيبه؛ 
والمراد فليرغب الراغبون به إلى المبادره إلى طاعة الله عز وجل
**ومزاجه من تسنيم  وهو شراب ينصب عليهم من علو وهو أشرف شراب في الجنة
اصل التسنيم في اللغة:الارتفاع ، فهي عين ماء تجري من علو إلى أسفل .

4- عين يشرب بها المقربون أي يشرب منها أهل جنة عدن  وهم أفاضل أهل الجنة .


الأعمال:
1- أكثر من الأعمال الصالحة

2- ناجي ربك في الليل والناس نيام
فهذا من الإخلاص في عبادتك وصدق محبتك لله.
فالله تعالى أعد في الجنة
غرفا شفافة لا تحجب ما خلفها وهيأها لمن
حسن خلقه
وتلطف في كلامه مع الناس وأﻻن لهم الكلام
ومن لين الكلام مع الآخرين :
الترفق بالناس
والتغافل عن زلاتهم
ودفع السيئة بالحسنة
ومن أطعم الطعام بالكرم التام للخاص والعام للفقراء والأضياف.

3- لا تطمعين كثيرا في متاع وترف الدنيا ، فكل شيء زائل.

هل تتمنين قصرا في الجنه؟؟

فالبيوت والمساكن في الجنه من ذهب  وقصور من فضة
تتنوع المساكن من قصر إلى خيم منصوبة في كل مكان،
فإن شئت نزلت بها على نهر من العسل أو نصبتها عند نهر الخمر.. معك أهلك وأحبابك..

وهذه الخيام غير الغرف...

قال صلى الله عليه وسلم"إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا ، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا"
(صحيح مسلم)

..أسأل الله أن يرزقنا الجنة ويعيذنا من النار...

       
انتهى الدرس حبيباتي

    
سورة المطففين

محور الآيات:
 ( 29_36)


موقف المجرمين من المؤمنين حيث كانوا يستهزءون ويضحكون منهم في الدنيا لإيمانهم وتقواهم ربهم.

ثم انعكاس هذا الموقف في الآخرة حيث صار المؤمنون يتضاحكون من الأشقياء المجرمين ويسخرون منهم
 (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ)
(29_36)

ما دلت عليه الآيات:
1- إن الذين أجرموا كانوا في الدنيا يستهزئون بالمؤمنين.

2- وإذا مروا بهم يتغامزون سخرية بهم،

3-  وإذا رجع الذين أجرموا إلى أهلهم وذويهم تفكهوا معهم بالسخرية من المؤمنين.
4-  وإذا رأى هؤلاء الكفار أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم، وقد اتبعوا الهدى قالوا: إن هؤلاء لتائهون في اتباعهم محمدًا صلى اللّه عليه وسلم، وما بُعث هؤلاء المجرمون رقباء على أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم.

5- فيوم القيامة يسخر الذين صدقوا اللّه ورسوله من الكفار

6- على المجالس الفاخرة ينظر المؤمنون إلى ما أعطاهم اللّه من الكرامة والنعيم في الجنة، ومن أعظم ذلك النظر إلى وجه اللّه الكريم.

7- هل جوزي الكفار - إذ فُعل بهم ذلك- جزاءً وفاق ما
يفعلونه في الدنيا من الشرور والآثام؟

الأعمال:

1- حاربي كل من استهزء بالدين وعلماءه قدر استطاعتك

لقد انتشرت فى الآونة الأخيرة عبر مواقع الانترنت وصفحات الفيس بوك والشاشات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة، ظاهرة الاستهزاء والسخرية من علماء الدين والملتزمين بشرع الله تعالى
فهذا يسخر من عالم فى طريقة كلامه او تفكيره، أو حتى فى أسلوب ارتدائه لملابسه، أو مظهره الخارجى
وذاك يستهزئ ويتندر على الملتزمين بمنهج الله، بمختلف وسائل السخرية، ويصل الأمر أحيانا إلى رميه بالجهل والتخلف  

2- اعلمي ان الله سبحانه وتعالى قد نهى عن الاستهزاء وسخرية الانسان من مثله، قال تعالى
(يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون)

ففى هذه الآية الكريمة نجد ان الله تعالى قد نهى فيها عن الاستهزاء واللمز والسخرية فى حق الغير على العموم، وقد جعل الشارع ذلك لأنه اسوأ انواع ما يرتكبه الانسان من المعاصى والذنوب، كما يعتبر ذلك فسوقا، ويؤدى الى فعل الكبائر، لان الكبيرة توصف بذلك، ومن المعلوم ان الاصرار على الصغيرة كبيرة.

3- الاستهزاء والسخرية من العلماء وايضا المتدينين - ايا كانوا - غيبة فى حقهم
 علاوة على أن هذه الغيبة معدودة من الكبائر، موضحا ان العلماء هم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا مالا، وانما ورثوا العلم، ومن يسخر من ورثة الأنبياء فإنه يكون قد سخر من المورث،
وتلك أكبر جريمة يرتكبها الساخر من العلماء وفى حق الوارث والمورث


 سؤال  للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

هل من يستهزئ بالدين بأن يسخر من اللحية أو من تقصير الثياب هل يعد ذلك من الكفر ؟
 .
فأجاب :
"
هذا يختلف ؛ إذا كان قصده الاستهزاء بالدِّين : فهي ردة ، كما قال تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )

أما إذا كان يستهزئ من الشخص نفسه بأسباب أخرى من جهة اللحية أو من جهة تقصير الثياب ، ويعني بذلك أنه متزمت ، وأن يستهزئ بأمور أخرى يشدد في هذا أو يتساهل في أمور أخرى يعلم أنه جاء بها الدين ، وليس قصده الاستهزاء بالدين ، بل يقصد استهزاءه بالشخص بتقصيره لثوبه أو لأسباب أخرى .

أما إذا كان قصده الاستهزاء بالدين والتنقص للدين : فيكون ردة ، نسأل الله العافية
.
وسئل – بعدها - :
إن كان يقول : أنا أقول ذلك للناس من باب
الضحك والمزاح ؟ .


فأجاب:
هذا لا يجوز ، وهذا منكر وصاحبه على خطر ، وإن كان قصده الاستهزاء بالدين : يكون كفراً" انتهى .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 28 / 365 ، 366 )

         
انتهى الدرس حبيباتي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق